اعلان اسفل القائمة العلوية

LightBlog

اخر الاخبار

LightBlog

الجمعة، 20 يونيو 2025

متى أطلب مساعدة أخصائي سلوكي؟

 متى أطلب مساعدة أخصائي سلوكي؟



في عالمنا اليوم، أصبح الاهتمام بالصحة النفسية والسلوكية جزءًا لا يتجزأ من جودة الحياة. ومع ازدياد الضغوط اليومية وتغير أنماط الحياة، بات الكثير من الناس يتساءلون: متى يكون الوقت المناسب لطلب مساعدة أخصائي سلوكي؟ هذا السؤال يحمل أهمية كبيرة، خصوصًا عندما نلاحظ تغييرات واضحة في سلوكنا أو في سلوك أحد أفراد الأسرة، خاصة الأطفال والمراهقين.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل متى ينبغي التوجه إلى أخصائي سلوكي، وما هي العلامات التي تدل على وجود حاجة فعلية للتدخل، وما الذي يمكن توقعه من هذا النوع من الدعم النفسي والسلوكي.

من هو الأخصائي السلوكي؟

الأخصائي السلوكي هو محترف متخصص في فهم وتحليل السلوك الإنساني، ويعمل على تعديل السلوكيات السلبية وتعزيز السلوكيات الإيجابية باستخدام استراتيجيات علمية قائمة على تحليل السلوك التطبيقي. يساعد الأخصائي السلوكي الأشخاص من مختلف الأعمار، خصوصًا الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية، أو تأخر في النمو، أو اضطرابات طيف التوحد، أو صعوبات في التواصل.

علامات تدل على الحاجة لزيارة أخصائي سلوكي

التغيرات المفاجئة في السلوك

إذا لاحظت على نفسك أو على أحد أفراد أسرتك تغيرًا مفاجئًا في السلوك، مثل الانعزال، العدوانية، نوبات الغضب المتكررة، أو فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، فقد يكون هذا مؤشرًا واضحًا على وجود خلل يحتاج إلى تقييم من قبل أخصائي سلوكي.

صعوبة في التواصل أو التأقلم الاجتماعي

يعاني بعض الأطفال من صعوبات في التواصل أو التفاعل مع الآخرين، وقد يظهر ذلك في شكل تجاهل الأشخاص من حولهم، أو عدم القدرة على تكوين صداقات، أو الميل للوحدة والانعزال. في هذه الحالات، يمكن للأخصائي السلوكي العمل على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي وتحسين التفاعل مع البيئة المحيطة.

اضطرابات النوم أو الأكل

عندما يواجه الشخص تغيرات ملحوظة في نمط النوم أو الشهية، كالأرق المستمر أو النوم المفرط، أو فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل، فقد يكون ذلك نتيجة لمشاكل نفسية أو سلوكية تتطلب تدخلاً متخصصًا.

سلوكيات مدمرة أو مؤذية للنفس أو للآخرين

إذا ظهرت سلوكيات مثل إيذاء النفس، التهديد بالعنف، أو تدمير الممتلكات، فإن ذلك يعد من الإشارات الخطيرة التي تتطلب استشارة عاجلة من قبل أخصائي سلوكي لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.

ضعف الأداء الأكاديمي أو صعوبات التعلم

الطلاب الذين يعانون من مشكلات سلوكية قد يظهر عليهم تراجع في الأداء الدراسي، أو عدم القدرة على التركيز والانتباه في الفصل، أو صعوبة في اتباع التعليمات. يمكن للأخصائي السلوكي العمل بالتعاون مع المدرسة والأسرة لتحديد الأسباب ووضع استراتيجيات دعم فعالة.

هل المساعدة السلوكية مقتصرة على الأطفال فقط؟

الإجابة هي لا. رغم أن الغالبية يتجهون بالأطفال إلى الأخصائي السلوكي، إلا أن البالغين كذلك قد يحتاجون إلى تدخل سلوكي في حالات مثل الإدمان، اضطرابات القلق، الوسواس القهري، الغضب المفرط، أو حتى لتحسين مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية. الأخصائي السلوكي يقدم أدوات عملية تساعد الشخص على فهم أنماط سلوكه وتغييرها بطريقة إيجابية.

متى يكون التدخل السلوكي ضرورياً وعاجلاً؟

  • عند وجود خطر على حياة الفرد أو الآخرين
  • عند تأثير السلوكيات السلبية بشكل مباشر على جودة الحياة أو الأداء الوظيفي أو الدراسي
  • إذا لم تنجح محاولات الأسرة أو المدرسة أو الأصدقاء في تغيير السلوك
  • في حالات التشخيص باضطراب طيف التوحد أو فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث يكون التدخل المبكر عاملاً حاسمًا في تطور الحالة

كيف أبدأ؟

الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود مشكلة تتطلب المساعدة. بعدها، يمكنك البحث عن أخصائي سلوكي معتمد وموثوق، سواء من خلال التوصيات الشخصية أو عبر المراكز النفسية المتخصصة. في الجلسة الأولى، سيتم تقييم الحالة بدقة، وتحديد الأهداف السلوكية، ووضع خطة علاجية مناسبة.

من المهم أن يكون هناك تعاون وثيق بين الأخصائي والأسرة أو المدرسة، فالعلاج السلوكي لا يقتصر على الجلسات فقط، بل يتطلب متابعة وتطبيق استراتيجيات في الحياة اليومية.

خلاصة

طلب المساعدة من أخصائي سلوكي ليس دليلًا على الضعف، بل هو خطوة شجاعة نحو التحسن والاستقرار النفسي والسلوكي. تأخر التدخل قد يؤدي إلى تعقيد المشكلة، بينما التدخل المبكر يمكن أن يُحدث تغييرًا جذريًا في حياة الفرد والأسرة. إذا لاحظت أن السلوك بدأ يؤثر على جودة حياتك أو حياة من تحب، فلا تتردد في طلب الدعم المهني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox