اعلان اسفل القائمة العلوية

LightBlog

اخر الاخبار

LightBlog

الجمعة، 20 يونيو 2025

كيف أساعد طفلي في التعبير عن مشاعره؟

كيف أساعد طفلي في التعبير عن مشاعره؟ دليل عملي لتربية عاطفية صحية



تعلم التعبير عن المشاعر هو مهارة أساسية في حياة الإنسان، وتُعدّ مرحلة الطفولة المبكرة هي الأنسب لغرس هذه المهارة بطريقة صحية ومتوازنة. كثير من الأطفال يعانون من مشاعر قوية، لكنهم يفتقرون إلى الكلمات أو الأدوات اللازمة للتعبير عنها. هذا قد يؤدي إلى سلوكيات سلبية مثل الغضب المفرط أو الانطواء أو البكاء المتكرر دون سبب واضح.

هنا يأتي دور الأهل في مساعدة الطفل على فهم مشاعره، والتعبير عنها بطرق آمنة وبنّاءة. في هذا المقال، نضع بين يديك خطوات عملية وسهلة التطبيق لدعم طفلك عاطفيًا منذ سنواته الأولى.

لماذا من المهم تعليم الطفل التعبير عن مشاعره؟

  • يعزز الصحة النفسية: الطفل الذي يعرف كيف يعبّر عن مشاعره يكون أقل عرضة للقلق والانفجار العاطفي.
  • يدعم الذكاء العاطفي: وهو أحد أهم العوامل في النجاح الشخصي والاجتماعي.
  • يبني علاقات أفضل: لأن الطفل يتعلّم كيف يتواصل مع الآخرين بطريقة مفهومة ومحترمة.
  • يقلل من السلوكيات غير المرغوبة: مثل نوبات الغضب أو العدوانية، حيث يجد الطفل وسيلة بديلة للتنفيس.

كيف أساعد طفلي على التعبير عن مشاعره؟

1. ابدأ بتسمية المشاعر

الطفل لا يستطيع التعبير عمّا لا يعرف اسمه. ابدأ بتعليم طفلك أسماء المشاعر الأساسية مثل: "سعيد"، "حزين"، "غاضب"، "خائف"، "متحمّس"، "مندهش".

 استخدم مواقف يومية كمثال:

  • "هل أنت حزين لأن لعبتك انكسرت؟"
  • "أرى أنك غاضب لأن لم يُسمح لك بالخروج اليوم."

مع التكرار، سيتعلم الطفل الربط بين الشعور والكلمة المناسبة له.

2. كن قدوة في التعبير عن المشاعر

الأطفال يتعلمون بالملاحظة. عندما تُظهر مشاعرك بطريقة صحية، يتعلم الطفل أن هذا أمر طبيعي وآمن.

مثلًا:

  • "أنا منزعج قليلاً لأني تأخرت عن العمل، لكن سأتحدث مع مديري لأوضح السبب."
  • "أنا سعيد جدًا لأنك ساعدتني اليوم!"

هذا السلوك يعلمه أن المشاعر ليست عيبًا، وأن البوح بها لا يعني الضعف.

3. استخدم الألعاب والقصص

اللعب هو لغة الطفل. يمكنك استخدام الدمى أو الرسومات أو قصص الأطفال لتوضيح المشاعر وكيفية التعامل معها.

اسأل طفلك:

  • "كيف تشعر هذه الدمية؟"
  • "ماذا تعتقد أن بطل القصة شعر عندما ضاعت قطته؟"

هذا يحفّز تعاطف الطفل وتفاعله العاطفي بطريقة آمنة وممتعة.

4. اعترف بمشاعره واحتوِها

حتى إن لم تعجبك ردة فعل الطفل، ابدأ أولاً بالاعتراف بمشاعره:

  • "أفهم أنك غاضب لأن لم تحصل على ما تريد."
  • "من الطبيعي أن تشعر بالخوف في أول يوم في المدرسة."

هذا يُشعر الطفل بأنه مسموع ومقبول، ما يُخفف من حدة المشاعر ويهيئه لسماع التوجيه.

5. علّمه طرقًا صحية للتعبير

بعد التعرف على المشاعر، علم طفلك ما يمكن فعله بها:

  • عند الغضب: "يمكنك أن تأخذ نفسًا عميقًا، أو ترسم ما تشعر به."
  • عند الحزن: "تعال نحضن بعضنا أو نتحدث عن ما يزعجك."

ربط المشاعر بردود فعل مقبولة يُقلل من السلوكيات السلبية.

6. خصص وقتًا للحوار العاطفي

اجعل الحديث عن المشاعر جزءًا من الروتين اليومي، مثل أن تسأل في نهاية اليوم:

  • "ما أكثر شيء أفرحك اليوم؟"
  • "هل كان هناك شيء أزعجك؟"

هذا يُشجع الطفل على مراجعة مشاعره والتعبير عنها بانتظام.

7. استخدم بطاقات المشاعر أو الرسوم

بطاقات أو وجوه تعبيرية تُسهل على الطفل تحديد ما يشعر به عندما لا يجد الكلمات المناسبة.

يمكنك طباعة صور وتثبيتها في مكان ظاهر، ويُطلب من الطفل أن يشير إلى الوجه الأقرب لشعوره عند الحاجة.

ماذا أفعل إذا رفض الطفل الحديث عن مشاعره؟

  • لا تضغط عليه: بعض الأطفال يحتاجون إلى وقت ومساحة خاصة ليعبروا.
  • استمر في بناء الثقة: كلما شعر بالأمان معك، زاد استعداده للبوح.
  • استخدم طرقًا غير مباشرة: مثل الرسم، أو التمثيل، أو الحكاية، لتفريغ المشاعر المكبوتة.

أخطاء يجب تجنبها

  •  السخرية من مشاعر الطفل: "لا تبكِ على شيء تافه!"
  •  إنكار مشاعره: "أنت لست غاضبًا، توقّف عن هذا!"
  • المقارنة مع أطفال آخرين: "شاهد كيف لا يبكي أخوك!"

هذه التصرفات تزرع في الطفل الخجل من مشاعره، وقد تجعله يكبتها ويكفّ عن مشاركتها.

خلاصة

مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره ليست رفاهية تربوية، بل هي أساس لبناء شخصية متوازنة، قوية، ومتصالحة مع ذاتها. من خلال التسمية، والاحتواء، والتكرار، والقدوة، يمكنك أن تُعلّم طفلك كيف يعيش مشاعره بوعي وسلام.

ابدأ اليوم بخطوة بسيطة: اسأل طفلك “كيف تشعر الآن؟” واستمع له بقلبك قبل أذنك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox